الصراع لإيجاد لقمة العيش والحياة الكريمة

بدأت الدنيا تضيق على بما رحبت وبدأ اليأس يدب إلى قلبي وبدأت أفقد الأمل فيمن حولي إلا أن وصول منظمة رؤيا أمل الدولية إلى المديرية كان بمثابة القشة التي تعلقت بها لأنجو من غرق الحاجة ومد يدي لسؤال الناس، وهذا بدوره ساهم كثيراً في تخفيف العبء عن كاهلي وأصبحت لا أفكر إلا في كيفية توفير العلاج لزوجتي المصابة بالسرطان والذي يكلف الكثير والكثير خصوصاً في ظل الظروف التي يمر بها وطننا الحبيب

يعول السيد عيشان احمد الذي يبلغ من العمر 70 عاماً أسرته في قرية الشعارية بمحافظة حجة. فهو الوحيد الذي يتكفل بمعيشة الاسرة رغم كبر سنه

عند زيارتنا لمنزله لاحظنا مدى البساطة وشظف العيش التي يعيشها هو وأسرته؛ فمنزله يتكون من ثلاث غرف مبنية من الطوب بالإضافة إلى مطبخ عبارة عن كوخ مغطى عشوائياً بقطع الأخشاب وأكياس البلاستيك، حيث يتقاسم السيد عيشان المنزل مع ولده الوحيد وزوجته واطفالهم الأربعة

عند وصولنا إلى منزله ومصافحته كان أول شيء لاحظناه هو عدم وجود أصابع الإبهام والسبابة في يده اليمنى فأخذنا فضول المعرفة لسؤاله عن السبب؛ فأجاب أنه فقدهما أثناء طفولته بينما كان يلعب ببقايا أحد الألغام التي خلفتها الحرب بعد قيام ثورة 26سبتمبر 1962م، فهو معاق إعاقة جزئية دائمة في إحدى يديه مما جعل حصوله على فرصة عمل أشبه بالمستحيلة

تعاني زوجة السيد عيشان من مرض السرطان وذلك ما زاد الامر سوءً وكان له الأثر الكبير في معاناته وتحمله مسئولية تفوق طاقته، حيث أصبح مجبراً على ملازمة منزله لتفقد زوجته ورعايتها. أخبرنا السيد عيشان بأن لديه شويهات يقوم بتربيتها ليوفر له ما كتبه الله له منها لعلاج زوجته، بالإضافة إلى قطعة أرض صغيرة تُدر عليه بعض الدخل في حال وجود أمطار أما في حالة الجفاف فليس هناك شيء آخر

سألنا الرجل عن شعوره تجاه ما تقدمه منظمة رؤيا أمل الدولية وما هي الكلمة التي يود توجيهها للمنظمة والقائمين عليها فلم يجد الرجل ما يعبر به من كلمات شكر وتقدير لهذه المنظمة إلا عبرةً اختلجت في ثنايا صدره ونظرةً تحمل ألف معنى من معاني الشكر والتقدير والامتنان لما تقدمه منظمة رؤيا أمل الدولية للفقراء والمعوزين في مجتمعنا اليمني الذي أنهكته الحرب

غادرنا منزل الرجل ولسان حالنا يقول

الخير يبقى وإن طال الزمان به والشر أخبث ما أوعيت من زاد

الأغذية التي توزع